الجمعة، 22 يوليو 2011

النافوره لمن افند حيل الكذاب باللوح والصبوره

بسم الله الرحمان الرحيم


وصل المركب المحمل بالتجار وطلاب العمل  الى مرفئ جزيره بلاد "لولاوك" وتنطق بالانجليزي LoL'a K ، ونزل الركاب الى مرفئ المدينه التى كانت تنضخ وتبرق بالحركه والنشاط والهمه  والحيويه التى اثارت وهيجت  اعجاب  الرجل الوحيد العاقل من الركاب  وكان يلقب بـ غلموص الساري واسمه الحقيقي حدان .
كان غلموص الساري يجهل سبب الهمه والنشاط عمال الميناء وقرر النزول والتوجه الى المسؤول   الا ان المسؤول كان جوابه بانه مسؤول عن مراقبه الدخول والخروج ولكن اذا اراد ان يسأل فعليه ان يتوجه الى المكتب المسؤول عن اداره شؤون المرفئ  الى المكتب بعد ان انتهى من الاجراءات الامنيه لقدوم الزوار الى الجزيره. واثناء مشيه كان الناس يتحركون كانهم مسييرين لا مخيرين الى وظائفهم بالميناء وظن غلموص الساري بان عملهم يجبرهم على التركيز بعملهم، ووصل الرجل الى المكتب ودخله وطلب من الاستقبال ان يتحدث الى احد المسؤولين عن الميناء فسألوه عن السبب فقال لهم بان حديث على المكان ومعجب بالتنظيم المتقن بالمكان فأرد ان يملئ الفراغ الفضولي بمخه.

وما هى الا ثواني وخرج موظف من احد المكاتب  وعرف بنفسه بانه مسؤول عن الميناء واماكن الدخول للجزيره من كل  منفذ ومن كل جهه وعليه ان يتفضل معه للمكتب  ليشرح له القصه عن سبب الهمه والشده بالموظفين....فتحرك غلموص الساري معه الى المكتب وعندما جلس بادره المسؤول عن سؤال هل انت فقير يا غلموص؟ فرد غلموص بانه مقتدر....فضحك الموظف وقال له بان سبب همه الموظفنين هنا هو بأنهم اذا توقفوا ليوم واحد سيتم طردهم فوراً وينزل تقدريهم الاجتماعي من الطبقه العامله الى الطبقه العاطله او الفقيره وان الجزيره لا تتحمل ان يكون هناك اى مستطيع للعمل لا يعمل فوجب ان يجبرون الناس للعمل لكى تتم امور الدوله بالشكل المطلوب.

شكر غلموص الساري الموظف وخرج وهو مبتسم ، وقرر التحرك الى وسط المدينه ليقيم فى مهجعه ونزل من الميناء الى المدينه مشياً ووصل اليها بعد ان انتصفت الشمس فى كبد السماء معلنه بأن الضحى قد خرج ودخلنا بوقت الاصيل. اكمل غلموص الساري مسيره ووصل الى منطقه بها سماسره لتاجير البيوت والمرافق السكنيه واستأجر غرفه صغيره بحمام وموقد للنار ليقيم فيه لمده 7 ايام فقط. كانت المده بسيطه ولكنه كان مصمم ان يبحث عن عمل مناسبه لظروفه لا ان يكون عبد اسير للعمل ...جلس الرجل بالغرفه المستأجره واخرج كسره خبز مدهونه بخلاصه زبده اللوز البلاذري العتيق وأكل اللقمه ورشف من الماء ونزل الى المدينه لعل وعسى يصادف الحظ من اول يوم.

كانت المنطقه حيويه والناس تطلع وتنزل بشكل مفرط....وكان يتبادر الى عقل غلموص الساري هل يعمل الناس من اجل  تفادي الفقر او من اجل جمع المال ام لانهم مجبورين على العمل؟ فقرر النزول الى صاحب المهجع لكى يسأل صاحب الغرفه عن اماكن يتوفر بها ارباب الاعمال للبحث عن عاملين...فقال له توجه الى اسواق النحاس الكهرماني نحو الشرق وطلب من استأجار مركبه والا هلك لان المسافه تصل ال 111 ميل ...ووافق غلموص الساري  على رأى صاحب الغرفه واستأجر مركبه وانطلق الى هناك.

اثناء مسيره كان يفتخر السائق بالجزيره ويقول له انها مبنيه بسواعد وفكر الرجال....ولكنها كانت تحمل رموز غريبه لم يستطع السائق ان يجيبه عليها فقرر ان يسأل العارفين اذا وصل الى سوق النحاس الكهرماني. وصل غلموص الساري الى هناك بعد قرابه الساعه واعطى الرجل اجرته وهى عباره عن 3 دراهم من الذهب الخالص زنه الواحد منهم قرابه ال الجرام الواحد فدهش السائق ....ولكن غلموص قال له بان هذه اجرته لمده 7 ايام فهو بحاجه الى مرشد بالجزيره لانه يجهلها. دخل غلموص السوق وكانت به ضجه وزحمه لدرجه بان انفاسه كادت ان تنقطع  فلم يتعود ان يرى الجمع الغفير وكلهم من طالبي الوظائف  وقرر بان يرجع الى السائق لكى يذهب به الى اى مكان غير هذا الجحر المزدحم....وعند خروجه راى غلموص جموع غريبه من الناس تلتف حول المركبه فقرر الذهاب اليهم ليرى الحدث ورأى  الرجال المشرطين بأكتافهم  بشكل كثيف....وعند ذهابه رأى بأن السائق قد تم قتله بطعنه فى اعلى صدره بواسطه خنجر مصنوع من ماء الفضه ودقيق الذهب. وعندما رأى الحدث سأل وصارخ بانه هذا سائقه، فتم القبض عليه فورا بسبب وجود شهود اشاروا بأن صفات القاتل تتطابق معه.

تم نقله الى القلعه المحصنه وتم الزج به بالسجن، وعند اليوم الخامس سأل غلموص الساري نفسه لماذا لا يتقدم بطلب مقابله الى الحاكم  لانه ليس الجاني الحقيقي، فطلب الحراس وترجاهم بهذا فوافقوا على طلبه وتم تحديد المقابله عصر هذاك اليوم بالقلعه الحكم. دخل سته رجل الى زنزانه غلموص الساري وتم تكبيل عينيه بقماشه سوداء ونقله بالعربه الى القلعه....وبعد دخولهم حرم القلعه تم خلع القماشه كان القصر عباره عن حديقه خربه تتوسطاعها قلعه ضخمه ومهيبه وكان وضع المكان لا يعكس وضع الجزيره بشكل عام فالمكان مهيب  ومرعب لدرجه ان من يدخله يحس بان خلجات قلبه ستخرج من ضلوع صدره.

دخل غلموص الساري القلعه وتم دفعه الى الداخل....دخل الرجل الى القصر برفقه احد الحرس الى قاعه الحاكم هناك وقال له انتظر حتى يدخل الحاكم الى قمرته. كانت القاعه عباره عن كراسي مرتصه بجانب بعضها  وقمره الحاكم متواجده بشكل  عمودي للكراسي ولها مدخل خاص ناخهيك بأنها محوطه من كل جانب بحاجز مزخرف بالرخام . وما هى ثواني حتى دخل الحاكم الى  الغرفه والقى التحيه الى غلموص الساري وقال له انت من كنت انتظره منذو فتره طويله. تبسم غلموص الساري وقال للحاكم بانه اتى هنا ليشكوى له سوء الظن به وانه ليس الجانى....ساد الهدوء قليلاً وقال الحاكم بان الامر مدبر منذو يوم وصوله الى المرفئ فسؤاله الغريب اثار الشكوك ووصل الامر الى اعلى هرم بالجزيره فتم تكليف  رجل لملاحقته والصاق التهمه فيه.

تراجع قليلاً غلموص الساري...وقال له لماذا

قال الحاكم بأن الجزيره تمشى بنظام واحد وسهل وكل الناس مشغولين وتائهين بأمورهم وان وجود مفكرين بين ثنايا الجزيره قد يسبب المضايقات  على المدى الطويل....فالجزيره تحتاج لمن يعمل بجد ويقدم ويفنى عمره لا ان يفكر بامور لا تهم الشخص العادى تحتاج الى مبتكرين لا الى محللين.... وخيره بان يقضي باقى ايامه بالسجن او ان يتم قتله

فقرر غلموص الساري ان يتم قتله..... ولكن هناك سؤال بسيط قبل ان يخرج

ما اسمك يا حاكم؟

فضحك الحاكم...وقال له ولدت بدون اسم، لقبت بالملك منذو صغر اناملي ولكننى لا اظن باني ملك حتى املك امورا اخرى

قال غلموص الساري

متى ستصبح ملك؟
اجاب الحاكم..... عندما يموتون الذين على شاكلتك...محللون باحثون عن امور لا تخصهم

وتم اعدام غلموص الساري  صباح اليوم التالي ، كاتبين عباره تم قتل احد المجرمين الساقطين

امضت جثه غلموص الساري 5 ايام بالجزيرة واليوم السادس مقتوله وباقى ايامها تحت الارض